كتب الصحافي موسى عاصي :
لم تتراجع نسبة التوصل الى اتفاق لوقف الحرب منذ مغادرة هوكشتاين لبنان الى إسرائيل ومنها الى واشنطن، وقد نرى المبعوث الاميركي في المنطقة من جديد في فترة وجيزة.
مغادرة هوكشتاين دون الاعلان عما جرى في حواره مع الإسرائيليين ودون اعلان فشل المفاوضات، يفسر بمسألة واحدة فقط.
الواضح ان إسرائيل طلبت من المبعوث الاميركي الانتظار قليلا ريثما تتضح معالم الهجوم الأخير والمستمر على مدينة الخيام ومنطقتها، والذي يشارك فيه عشرات الالاف من الجنود، ان في الهجوم مباشرة او خلف الخطوط الأمامية.
في حال تمكنت قوات الاحتلال من تحقيق تقدم واضح ومستقر في هذه المنطقة فإن ذلك سينعكس على الشروط الإسرائيلية لوقف اطلاق النار.
ما تطمح به إسرائيل، هو اعادة طرح مطلب حرية الحركة العسكرية في لبنان، علما انها مقتنعة تماما ان هذا لن يحصل والأفضل بالنسبة للبنانيين في هذه الحالة هو استمرار الحرب.
أما المطلب الذي ترى إسرائيل امكانية تحقيقه هو أن تترأس الولايات المتحدة لجنة للمراقبة الدولية، مع منحها صلاحية التفتيش في ما تعتبره أماكن "مشبوهة" بين الليطاني والحدود، مع وضع اليونيفيل المدعوم من الجيش اللبناني تحت تصرف هذه اللجنة، بحيث يكون لها صلاحية اصدار الأوامر لتنفيذ المهمات المطلوبة.
في الوقائع:
حتى الان، تدور معارك ضارية على جبهة الخيام، واسرائيل تتكبد خسائر ضخمة جدا ولم تتمكن من تحقيق اي سيطرة مستقرة، وأخبار الساعات الأخيرة تشير الى صعوبة استمرار الهجوم الإسرائيلي، ما يعني انني لا استبعد تخلي إسرائيل عن المحاولة في فترة وجيزة.
اموس هوكشتاين اتصل خلال الساعات الأخيرة بالرئيس نبيه بري، وأبلغه بأن الأمور لا تزال ايجابية، ما يمكن تفسيره ببوادر فشل المحاولة العسكرية الإسرائيلية.
الهيستيريا الإسرائيلية باستهداف المدنيين في بيروت والضاحية والجنوب وصولا الى البقاع خلال الايام الثلاثة الماضية، يمكن وضعها في سياسة إسرائيل المعهودة مع قرب التوصل الى وقف اطلاق النار، أي اقتل ودمر ما أمكن قتله وتدميره قبل نهاية الحرب.
هكذا حصل في الأيام الأخيرة التي سبقت وقف حرب تموز ٢٠٠٦.
#أوليالبأس
#نحنلانهزم
#اسرائيلمجرمة